لم يكن مساء بيروت أمس الثلاثاء عادياً، بل كانت موسيقى البھجة والأمل تغمر العاصمة، وشھد المواطنون على الحفل الخيري بعنوان "موسيقيون في مھ ّمة" )Musicians on a Mission(، متمتعين بكل نغمة تزرع في نفوسھم الأمل من جديد.
من "الزيتونة باي" انطلق الحفل الذي ض ّم المؤلفة الموسيقية ومغنية الأوبرا ھبة الق ّواس، والملحن
ً
الموسيقي وعازف البيانو غي مانوكيان، وكلا من عازف الإيقاع ألبرت بويادجيان وDJ Royo وعازف
الكمان أندره سويد والمغنّي الكوبي خوسيه كارلوس. وب ّث أ ّول 25 دقيقة من الحفل على قناتي "أم تي في" و"الجديد"، وكاملاً عبر "أغاني أغاني" في "إنستغرام" وجمعية "ساعد تسعد" على "فايسبوك" و"يوتيوب".
الحفل الخيري مبادرة من السيد مروان المصري الذي طرح الفكرة على جمعية "ساعد تسعد" وبدورھا و ّسعتھا وط ّورتھا بحكم علاقاتھا، لتضم الفنانين العالميين ھبة الق ّواس وغي مانوكيان والإعلامية منى أبو حمزة الذين ساھموا جميعاً في ھذا العمل الإنساني، والذي تع ّول الجمعية من خلاله على تغطية المزيد من الحصص الغذائية حتّى تشمل جميع المناطق اللبنانية، بعدما استطاعت تغطية 3500 حصة غذائية في الأشھر الأربعة الأخيرة، وبمبادرات إنسانية تقارب الـ 5000 حصة.
ھذا الحدث جعل قلب بيروت ينبض من جديد في ھذه الأوقات الصعبة لجمع التب ّرعات للمحتاجين. وكل ھذا بفضل جھود الفنانين والجھات الراعية والشركاء والداعمين، ونخ ّص بالذكر: روجيه باخوس، شادي عقيقي، فادي نجار، وStroberry Advertising & Sami Hage Academy. كما نتو ّجه بالشكر لكل من: شركة سوليدر، زيتونة باي، مارينا وقوى الأمن الداخلي وجميع وسائل الإعلام الذين واكبونا في ھذا الحدث.
كلمة للإعلامية منى أبو حمزة
استھ ّل الحفل بكلمة لعريفة الحفل الإعلامية منى أبو حمزة قالت فيھا: "عندما نقول من قلب بيروت، نعني من كل قلب يخفق صباحاً ليكون نبضھا. نقصد من كل قلب توقّف ليبقى قلبھا يخفق، ومن قلب الطبقة الوسطى التي تختزن ثقافتھا وفنّھا وفكرھا، ومن قلب الطبقة العاملة التي ھي مح ّرك ھذا البلد ومصدر خبراته. عندما نقول من قلب بيروت، نعني من قلب كل لبناني مھ ّدد اليوم بلقمته ورزقه، ليس لأنه لم يس َع إليھما، بل لأ ّن ثمرة سعيه ُسلبت قسراً وأغلقت في وجھه جميع أبواب الرزق. عندما نقول من قلب
بيروت، فھذا يعني كل لبناني يطلب الاستغاثة اليوم، لأ ّن لقمته وكرامته مھ ّددتان، ولأ ّن كرامتنا وإنسانيتنا مھددتان معه.
نداؤنا ھذه الليلة سيكون على شكل موسيقى وإبداع. ستة موسيقيين اجتمعوا في مھ ّمة " Musicians on a Mission" بھدف دعم ھذه الجمعية التي وضعت غايتھا لدعم قلب الوطن، ومن بيوتكم ساعدونا لنجمع أكبر عدد من التب ّرعات".
كلمة رئيسة جمعية "ساعد تسعد"
بدورھا، ألقت رئيسة جمعية "ساعد تسعد" السيدة ھالة إيراني كلمة قالت فيھا: "بلشنا كتير زغار، وبدعمكم عم نكمل المشوار. خطوة خطوة كبرناھا ومن عرسال بلشناھا، لحي المنكوبين بطرابلس وصلناھا، حتى عكار والضنية، بعلبك والھرمل بذات الأھمية، ضواحي بيروت والأشرفية، وما نسينا
كما ق ّدم مانوكيان خلال الحفل أغنيتين ھما الأحب على قلبه: "ن ّسم علينا الھوى" و"راجع يتعمر لبنان"، ممسكاً بعلم لبنان الذي كان شاھداً على ھذا الحدث الوطني الإنساني بامتياز، ليختم الحفل مع DJ Royo من خلال النشيد الوطني اللبناني.
عملية التب ّرع
اتّحد جميع الفنانين والجھات الراعية والشركاء والداعمين للانضمام الى ھذه المھمة وتقديم المساعدة إلى المدينة التي أعطتھم الكثير.
ّ سيتمكن الأشخاص من التبرع عن طريق التحويل المصرفي، ولمزيد من المعلومات حول ھذا الموضوع،
ّ
يمكن تصفح رابط الجمعية sa3edtas3ad.org وجميع منصات الجمعية عبر مواقع التواصل
الاجتماعي.
IBAN
EUR LB79001900000011240797001978 USD LB22001900000011240797001840 LBP LB56001900000011240797001422
SWIFT / BIC CODE: SGLILBBXّ
مرجعيون وصور والنبطية". بھذه الكلمات استھلت رئيسة جمعية "ساعد تسعد" ھالة إيراني كلمتھا
الافتتاحية لحفل "موسيقيون في مھمة".
وتابعت: "بمساعدتكم إنشاء الله، ستع ّم مسيرتنا وتدخل إلى العديد من البيوت المحتاجة، وما تخلي حدا جوعان لنتأكد إنو صحنو رح يضل مليان، من شمالك لجنوبك يا لبنان. سنشبك أيادينا مع بعض، من الجمعيات إلى الشركات إلى الفنانين والمبدعين والمتب ّرعين الخيريين لنغمر المحتاجين. قضيتنا لا تنتھي
ّّ
ھنا، لأن جمعيّتنا ستساعد في مشاريع إنمائية من خلال تدريب المھارات وتشغيلھا بإنتاجية حتى تتمكن من
ًً
النمو باستقلالية. لم يعد مسموحا أن يجوع أخونا في الوطن أو أن يبقى عاطلا من العمل. ومن خلال
تضامننا وتكافلنا سنفلح في مساعدة إخوتنا ونبني مجتمعنا. بإنسانيتنا وعطائنا جميعاً، سنعيد إيماننا بلبنان، والأھم إيماننا بكرامتنا، كرامة الإنسان".
كلمة نائبة رئيسة جمعية "ساعد تسعد":
أما نائبة رئيسة جمعية "ساعد تسعد" ليلى ح ّمود، فألقت كلمة من القلب إلى القلب: "يقولون إذا أردت السعادة مدى الحياة، عليك بإسعاد الآخرين. أقف معكم اليوم لأنني أ ّم تحلم بعالم مثالي للبنان ولأولادنا. انطلقنا من وجع كبير. فكرة "موسيقيون في مھ ّمة" )Musicians on a Mission( مميزة تصل إلى قلوب الناس وتوصل الأمل والفرحة باللغة العالمية...الموسيقى. نحن في لبنان وفي ظل الظروف الصعبة التي نعيشھا، بحاجة إلى كل مح ّب ومؤمن، لأ ّن ھذا البلد يستحق أن نقف إلى جانبه حتى يعود أجمل وأقوى من السابق. ليعود لبنان الثقافة، العلم والحضارة. لبنان بلد الخير، لبنان بلا جوع".
وتابعت: "باسمي وباسم الجمعية، أشكر كل الداعمين لنا ولوطننا الحبيب، وعلى رأسھم المھندس نجيب سويرس الذي ش ّجعنا وأح ّب أن يدعمنا باستمرارية. أو ّجه الشكر أيضاً إلى الأستاذ بدر الخرافي الرئيس التنفيذي لمجموعة زين لعطائه للبنان، والاستاذ ھاني الفارسي مؤسس جمعية محمد الفارسي، السيدة
والإعلامية بارعة علم الدين، الاعلامي المتألق ريكاردو كرم، البروفسور علي طاھر رئيس جمعية قسم السرطان في الجامعة الأميركية، والسيدة زينب بشير مؤسسة جمعية "بحبك يا مصر". وبصفة شخصية
قلبي وذكريات عشناھا سوياً. ھبة إنت ھبة من السما. كما أشكر الداعم لنا، الصديق والفنان المبدع غي مانوكيان، وأيضاً الفنان اللبناني ألبير بوياجيان، الفنان والعازف أندريه سويد، والفنان خوسيه كارلوس
والـDJ ROYO ". وختمت ح ّمود مؤكدة: "باقون، وللبنان نقول: أنت راسخ وباق لأنك معجزة. بلد ٍ
صغير بمساحاتك وكبير بشعبك العظيم المبدع. لن نستسلم".
برنامج الحفل
ً
ق ّدم الفنانون خلال الحفل أنماطا موسيقية من ّوعة حاكت أذواق الجمھور، وجاءت على شكل لوحة موسيقية
ّ
من ّسقة بأنغامھا، علھم يدخلون من خلال موسيقاھم إلى قلب كل موجوع في ھذه المحنة الصعبة.
انطلق برنامج الحفل مع الفنانة ھبة الق ّواس "لأنّي أحيا"، ثم ق ّدمت أغنية خاصة بلبنان، وبعدھا بفيض من مشاعر الحب التي تحتفظ بھا لمدينة بيروت عبر أغنية "عرفت بيروت"، فيما حرصت الق ّواس على وضع العلم اللبناني. وبعدھا انطلق البرنامج الفني للحفل بمشاركة الفنانين رافقه لوحات راقصة وسط تفاعل كبير من الجمھور الذي تميّز بحضور خجول نظراً للاجراءات الوقائية المتخذة بسبب انتشار فيروس كورونا، فيما تفاعل الجمھور على مواقع التواصل الاجتماعي من منازلھم في الحفل المق ّدم.
وق ّدم عازف الكمان أندره سويد حكايته الخاصة لبيروت، حاملاً عبر آلته الموسيقية نغمات مليئة بالأحاسيس والجامعة بين الموسيقى الشرقية والغربية، ناثراً أجواء من التفاعل التي أشعلھا بعده DJ Royo وخ ّص بيروت بأغنية "بحبّك يا لبنان" بصوت الفنان حسين الجسمي، مق ّدماً بعدھا مختارات من الأغنيات المليئة بالحياة معيداً للبنانيين أجواء الصيف والسھر.
أما عازف الإيقاع ألبرت بويادجيان فھتف عالياً : "تحبّون بيروت؟ من يحب بيروت فليرفع يده عالياً"، مق ّدماً عبر إيقاعاته وصلة موسيقية من ّوعة، قبل أن ينض ّم إليه لاحقاً المغني الكوبي خوسيه كارلوس ويشعلا الأجواء بمختارات فنية.
ًًً
مسك ختام الحفل كان مع الفنان غي مانوكيان الذي ق ّدم ريبرتوارا فنيا من ّوعا من ألحانه ومختارات من
الزمنالجميل،مندونأنيغفلالأغنياتالوطنيةالتيأعادتالأملبأّنلبنان"راجع".
تو ّجه مانوكيان إلى الحضور بكلمة مليئة بالمشاعر الوطنية: "أشكر جمعية "ساعد تسعد". ھناك رسالتان مھ ّمتان نطلقھما من وسط بيروت، الأولى: ما في لبناني رح ينترك طالما ھناك جمعيات كجمعية "ساعد تسعد" وغيرھا. نحن اللبنانيين لبعض. وطننا لبنان وديننا وطائفتنا ھي لبنان. أما الرسالة الثانية التي نريد
توجيھھا من خلال ھذا الحفل فتختصر بالآتي: ھذا ھو لبنان، لبنان الثقافة والموسيقى والحرية والانفتاح. ما بحياتو لبنان رح يكون بكيف ما بدن ياه يكون. وإلى إخواننا العرب، لا بديل عن لبنان، أينما ذھبتم، عالشرق والغرب سيبقى لبنان المصيف الأحلى لكم".